قصيدة بكائية بغدادية / شعر كرم مصطفى الجلوي

وماذا بعد أن زالت بي الأركان
وأضحت كل أنواري
ظلاما قاتم الألوان
وصارت جنتي نارا
وفردوسي حميما آن
وغاض الماء في نهري
وجف الزهر والريحان
ربيعي قد مضى ونأى
وأقفر وجهه الريان
وطار البلبل الصداح عن غصني
وناحت فوقه الغربان
وبوم في ظلام الليل هاجمني
ليسرق ما تبقى من ثمار المجد في الشطآن
ويشرب ماءنا .. يلهو ..
يدوس بنعله شرفي
يبدل أمننا خوفا ، ويقفر روضنا الفينان
*******************************************
وماذا بعد أن زالت بي الأركان
وصار الغدر أغنية .. صداها يغمر الأكوان
سيوف خيانة شرعت .. وبيعت كل أثوابي بلا أثمان
أحاول طاقتي دوما .. حماية عفتي .. شرفي
فلا تبقى سوى أيد تكبلها يد الطغيان
فأصرخ .. عل إخواني يردون العدا عني
فتذهب صرختي عبثا ... فلا أهل ولا خلان
*********************************************
وماذا بعد أن زالت بي الأركان
وباتت عزتي رهنا لدى جمع من الجرذان
جراد جاء جوعانا
ليأكل لقمتي ظلما
ويتركني بلا قوت أعاني قسوة الحرمان
وأصلى من هجير الحر ما أصلى
أموت وإخوتي ظمأ
ويشرب من فرات الماء في الأنهار والشطآن
************************************************
ورغم الظلم والخذلان
ستبقى هامتي أعلى
ستبقى كل آمالي ، بأن أبقى
وأن أعلو ... علو مآذن شمخت مع الإيمان
ورغم الظلم والخذلان
ستبقى رايتي أعلى من الطاغوت والطغيان

شكرا لك أخي الكريم ولكن اختلاف الشعر ومدارسه من اختلاف الزمن والموقف ولا أرى تناقضا في رأي أو رجوعا عن مبدأ أو قيمة أو فكرة
لكن أطمئنك أخي ما أرسله إلى المنتديات أو الصحف هو شعري ومن بنات أفكاري والله يشهد على ذلك
وجزاك الله خيرا على قراءتك لشعري ومساهمتك وملاحظتك الجديرة بالاحترام