هذه نماذج من بذل أهل الباطل لباطلهم، فأين بذلي وبذلك لدين الله -تعالى-؟!
وأين جهد...ي وجهدك في سبيل الله -تعالى-؟!
قال أوساهير: "ولكني كنت أخدم اليابان"؛ فأين خدمتي وخدمتك للإسلام؟!
وقال: "كل شيء من أجل اليابان يهون"؛ فهل يبذل كل منا ويقول: "كل شيء مِن أجل الإسلام يهون؟!".
تهون الحياة وكل يهون ولكن إسلامنا لا يهون
إن قضية العمل للدين، والبذل في سبيل الله ورفع راية الإسلام، والاجتهاد ليعلو الإسلام على كل الملل والنحل، وعودة الخلافة، وعودة هذه الأمة لقيادة الدنيا بدين الله -عز وجل-، وتعبيد الناس لرب الناس -سبحانه وتعالى-؛ ليست مسئولية شخص بعينه أو هيئة معينة، وإنما مسئولية كل مسلم على حسب طاقاته وإمكانياته وقدرته.
وإننا مَن نحتاج إلى هذا العمل الصالح وهذا البذل؛ لنجاة أنفسنا وسعادة دنيانا وأخرانا، وليس ديننا المحتاج إلى ذلك؛ لأن الإسلام قوي بذاته ظاهر بذاته؛ لأنه هو الحق وما سواه باطل؛ ولذلك ينتشر الإسلام في كل ربوع الدنيا، ويدخل كل يوم في الإسلام المئات، بل الآلاف على رغم ضعف المسلمين وعجزهم.
ولننظر إلى هذا المشهد الرائع ليعقوب -عليه السلام- حينما جمع أبناءه في آخر لحظات حياته؛ ليطمئن على القضية التي عاش مِن أجلها طوال حياته، وبذل الغالي والنفيس في سبيلها، قضية الدين: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:133).
فهو لم يرضَ أن يموت فقط على الإيمان، بل يطمئن على مستقبل أولاده وأمته في طاعتهم وعبوديتهم لله.
وجده الخليل -عليه السلام-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (البقرة:132).
والحفيد يوسف -عليه السلام- ما شغله السجن وما فيه مِن ظلم وألم عن القضية الكبرى في حياته، العمل للدين، والدعوة إلى الله -تعالى-، فحين جاءه الرجلان يسألانه عن تأويل الرؤيا دعاهما إلى الله -تعالى- أولاً: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ . مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) (يوسف:39-40).
ولما تولى الملك والسلطان ما شغله عن قضيته هذه كما أخبر عنه مؤمن آل فرعون بعده بسنين في زمن موسى -عليه السلام-: (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً) (غافر:34).
ونوح -عليه السلام- دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، ومع ذلك قابلوا دعوته بالعناد والكفر: (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا) (نوح:7).
ومع ذلك ظل على دعوتهم ولم ييأس، ويقل: "لا خير فيهم"، و"لن يرجى مِن ورائهم خيرًا"؛ فدعاهم سرًا وجهرًا، وجماعات وفرادى، ليلاً ونهارًا، ترغيبًا وترهيبًا: (ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا . ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا . فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا . مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) (نوح:8-13).
ونبينا -صلى الله عليه وسلم- ظل في مكة يدعو إلى الله -تعالى- ويبذل في سبيل الله، ولما وقف له كفار قريش تكذيبًا وعنادًا وكفرًا، ذهب إلى الطائف؛ ليفتح لدعوته مجالاً آخر فموطن الداعية حيث مصلحة الدعوة، وقوبل بمثل ما قوبل به مِن قريش، بل أشد، ثم ترك أحب البلاد إليه وأحب البلاد إلى الله، وموطنه ومكان مولده هجرة إلى الله -تعالى-، ثم جهاده في سبيل الله حتى آخر لحظات حياته، وكان في آخر اللحظات حريص على أمته وعلى دينها، وحماية جنابه، فكان آخر ما تكلم به: (الصَّلاَةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني)، وقال: (لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ). يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا (متفق عليه).
والأنبياء هو الأسوة والقدوة: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (الأنعام:90)، وهم الذين يمثلون المنهج الرباني في كل عصر ومصر.
وغلام الأخدود الغلام الذي لم يبلغ سن الشباب حين هداه الله إلى الإيمان ظل يدعو الناس إليه حتى وصل الأمر للملك فحاول قتله، فلم يستطع فدله على طريقة موته، إنه عاش مِن أجل قضية هي قضية الدين، ويريد أن تصل الدعوة إلى كل إنسان في بلده فبذل نفسه في سبيلها حتى آمن الناس رغم أنه مات قبل أن يرى ثمرة دعوته.
وخليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الراشد أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- حينما ولي الخلافة، وارتد مَن ارتد مِن العرب، ومنع مَن منع الزكاة، قال قولته المشهورة: "أينقص الدين وأنا حي"، أي لا يمكن أن يحدث هذا، وهو الذي ظل حياته مجاهدًا في سبيل الله، بذل ماله كله في سبيل الله، وظل حياته إلى أن مات يعيش لدينه ونصرته.
والطفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه- حينما أسلم.. في أول لحظات إسلامه يعلم أن عليه واجبًا تجاه دينه، ودورًا في نصرته، فيقول للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن نطق بالشهادتين: "إن دوسًا كفرت بالله فمرني فلأذهب إليها".
وصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- جميعًا بعد جهاد ثلاثة وعشرين عامًا من البذل والتضحية وتحمل الآلام والصعاب، وترك الأهل والأوطان والأولاد، وبذل الأموال وغير ذلك ما جلسوا ليستريحوا بعد ذلك، أو ليحصلوا على النياشين والأوسمة، ويرووا قصص البطولات الماضية، وإنما انطلقوا جميعًا استمرارًا في العمل للدين، ونصرة للإسلام حتى مات كل منهم في قارة مِن قارات العالم.
ونور الدين وصلاح الدين الذين -رحمهما الله- أوقفا حياتهما لله حتى حرر الله -تعالى- على المسجد الأقصى على يد صلاح الدين، وقالا قولتهما المشهورة التي وردت على لسانيهما: "كيف أضحك والقدس أسير؟!".
والمواقف مِن حياة سلفنا في العمل للدين، ونصرة الإسلام والبذل لله لا يحصيها إلا الله، وانظر لهذا الإحساس عند سلفنا، يقول بعضهم: "إني لأرى المنكر لا أستطيع تغييره فأبول دمًا"، ويقول الآخر: "وددت لو قرض جلدي بالمقاريض وعبد الناس ربهم".
وقد تقول: ومَن أنا؟ وهل يكون لعملي قيمة؟!
نقول: لا تحتقر نفسك.. فقد يجعل الله على يديك خيرًا كثيرًا، فاصدق الله وأخلص وابذل الجهد واجتهد في العمل تجد خيرًا بإذن الله- وكل مَن جرب الدعوة إلى الله؛ وجد أمام عينيه ثمارًا طيبة كثيرة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنْ تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ) (رواه النسائي والحاكم، وصححه الألباني)، (لا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا) (رواه مسلم).
وتعبدنا الله -تعالى- بالعمل.. ولم يتعبدنا بالنتائج، قال -صلى الله عليه وسلم-: (عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ) (متفق عليه). فهذا نبي لم يؤمن به أحد، ولكنه أدى ما عليه وقام بدوره.
وأين جهد...ي وجهدك في سبيل الله -تعالى-؟!
قال أوساهير: "ولكني كنت أخدم اليابان"؛ فأين خدمتي وخدمتك للإسلام؟!
وقال: "كل شيء من أجل اليابان يهون"؛ فهل يبذل كل منا ويقول: "كل شيء مِن أجل الإسلام يهون؟!".
تهون الحياة وكل يهون ولكن إسلامنا لا يهون
إن قضية العمل للدين، والبذل في سبيل الله ورفع راية الإسلام، والاجتهاد ليعلو الإسلام على كل الملل والنحل، وعودة الخلافة، وعودة هذه الأمة لقيادة الدنيا بدين الله -عز وجل-، وتعبيد الناس لرب الناس -سبحانه وتعالى-؛ ليست مسئولية شخص بعينه أو هيئة معينة، وإنما مسئولية كل مسلم على حسب طاقاته وإمكانياته وقدرته.
وإننا مَن نحتاج إلى هذا العمل الصالح وهذا البذل؛ لنجاة أنفسنا وسعادة دنيانا وأخرانا، وليس ديننا المحتاج إلى ذلك؛ لأن الإسلام قوي بذاته ظاهر بذاته؛ لأنه هو الحق وما سواه باطل؛ ولذلك ينتشر الإسلام في كل ربوع الدنيا، ويدخل كل يوم في الإسلام المئات، بل الآلاف على رغم ضعف المسلمين وعجزهم.
ولننظر إلى هذا المشهد الرائع ليعقوب -عليه السلام- حينما جمع أبناءه في آخر لحظات حياته؛ ليطمئن على القضية التي عاش مِن أجلها طوال حياته، وبذل الغالي والنفيس في سبيلها، قضية الدين: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:133).
فهو لم يرضَ أن يموت فقط على الإيمان، بل يطمئن على مستقبل أولاده وأمته في طاعتهم وعبوديتهم لله.
وجده الخليل -عليه السلام-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (البقرة:132).
والحفيد يوسف -عليه السلام- ما شغله السجن وما فيه مِن ظلم وألم عن القضية الكبرى في حياته، العمل للدين، والدعوة إلى الله -تعالى-، فحين جاءه الرجلان يسألانه عن تأويل الرؤيا دعاهما إلى الله -تعالى- أولاً: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ . مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) (يوسف:39-40).
ولما تولى الملك والسلطان ما شغله عن قضيته هذه كما أخبر عنه مؤمن آل فرعون بعده بسنين في زمن موسى -عليه السلام-: (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً) (غافر:34).
ونوح -عليه السلام- دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، ومع ذلك قابلوا دعوته بالعناد والكفر: (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا) (نوح:7).
ومع ذلك ظل على دعوتهم ولم ييأس، ويقل: "لا خير فيهم"، و"لن يرجى مِن ورائهم خيرًا"؛ فدعاهم سرًا وجهرًا، وجماعات وفرادى، ليلاً ونهارًا، ترغيبًا وترهيبًا: (ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا . ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا . فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا . مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) (نوح:8-13).
ونبينا -صلى الله عليه وسلم- ظل في مكة يدعو إلى الله -تعالى- ويبذل في سبيل الله، ولما وقف له كفار قريش تكذيبًا وعنادًا وكفرًا، ذهب إلى الطائف؛ ليفتح لدعوته مجالاً آخر فموطن الداعية حيث مصلحة الدعوة، وقوبل بمثل ما قوبل به مِن قريش، بل أشد، ثم ترك أحب البلاد إليه وأحب البلاد إلى الله، وموطنه ومكان مولده هجرة إلى الله -تعالى-، ثم جهاده في سبيل الله حتى آخر لحظات حياته، وكان في آخر اللحظات حريص على أمته وعلى دينها، وحماية جنابه، فكان آخر ما تكلم به: (الصَّلاَةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني)، وقال: (لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ). يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا (متفق عليه).
والأنبياء هو الأسوة والقدوة: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (الأنعام:90)، وهم الذين يمثلون المنهج الرباني في كل عصر ومصر.
وغلام الأخدود الغلام الذي لم يبلغ سن الشباب حين هداه الله إلى الإيمان ظل يدعو الناس إليه حتى وصل الأمر للملك فحاول قتله، فلم يستطع فدله على طريقة موته، إنه عاش مِن أجل قضية هي قضية الدين، ويريد أن تصل الدعوة إلى كل إنسان في بلده فبذل نفسه في سبيلها حتى آمن الناس رغم أنه مات قبل أن يرى ثمرة دعوته.
وخليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الراشد أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- حينما ولي الخلافة، وارتد مَن ارتد مِن العرب، ومنع مَن منع الزكاة، قال قولته المشهورة: "أينقص الدين وأنا حي"، أي لا يمكن أن يحدث هذا، وهو الذي ظل حياته مجاهدًا في سبيل الله، بذل ماله كله في سبيل الله، وظل حياته إلى أن مات يعيش لدينه ونصرته.
والطفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه- حينما أسلم.. في أول لحظات إسلامه يعلم أن عليه واجبًا تجاه دينه، ودورًا في نصرته، فيقول للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن نطق بالشهادتين: "إن دوسًا كفرت بالله فمرني فلأذهب إليها".
وصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- جميعًا بعد جهاد ثلاثة وعشرين عامًا من البذل والتضحية وتحمل الآلام والصعاب، وترك الأهل والأوطان والأولاد، وبذل الأموال وغير ذلك ما جلسوا ليستريحوا بعد ذلك، أو ليحصلوا على النياشين والأوسمة، ويرووا قصص البطولات الماضية، وإنما انطلقوا جميعًا استمرارًا في العمل للدين، ونصرة للإسلام حتى مات كل منهم في قارة مِن قارات العالم.
ونور الدين وصلاح الدين الذين -رحمهما الله- أوقفا حياتهما لله حتى حرر الله -تعالى- على المسجد الأقصى على يد صلاح الدين، وقالا قولتهما المشهورة التي وردت على لسانيهما: "كيف أضحك والقدس أسير؟!".
والمواقف مِن حياة سلفنا في العمل للدين، ونصرة الإسلام والبذل لله لا يحصيها إلا الله، وانظر لهذا الإحساس عند سلفنا، يقول بعضهم: "إني لأرى المنكر لا أستطيع تغييره فأبول دمًا"، ويقول الآخر: "وددت لو قرض جلدي بالمقاريض وعبد الناس ربهم".
وقد تقول: ومَن أنا؟ وهل يكون لعملي قيمة؟!
نقول: لا تحتقر نفسك.. فقد يجعل الله على يديك خيرًا كثيرًا، فاصدق الله وأخلص وابذل الجهد واجتهد في العمل تجد خيرًا بإذن الله- وكل مَن جرب الدعوة إلى الله؛ وجد أمام عينيه ثمارًا طيبة كثيرة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنْ تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ) (رواه النسائي والحاكم، وصححه الألباني)، (لا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا) (رواه مسلم).
وتعبدنا الله -تعالى- بالعمل.. ولم يتعبدنا بالنتائج، قال -صلى الله عليه وسلم-: (عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ) (متفق عليه). فهذا نبي لم يؤمن به أحد، ولكنه أدى ما عليه وقام بدوره.
الجمعة 07 سبتمبر 2012, 8:35 pm من طرف أبولقمان
» أين المهندسووووووون
الخميس 05 أبريل 2012, 11:59 pm من طرف اكرامى شلبى
» أحلام يقظان
الخميس 05 أبريل 2012, 11:56 pm من طرف اكرامى شلبى
» يابائعا حبى
الخميس 16 فبراير 2012, 1:56 pm من طرف Admin
» عمر اديب يتطاول على عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الخميس 16 فبراير 2012, 1:42 pm من طرف Admin
» هبه الله ابوبكر
الخميس 16 فبراير 2012, 1:27 pm من طرف Admin
» اين ادمن والمدير وباقى الاعضاء
الأحد 05 فبراير 2012, 3:59 pm من طرف هبة الله أبوبكر
» ماتت بسببى
الأحد 05 فبراير 2012, 3:55 pm من طرف هبة الله أبوبكر
» خبر مٌُهم و عاجل .
الخميس 26 يناير 2012, 1:03 pm من طرف Admin
» السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان........ اعرفكم بنفسى اولا انا عضو حديث بالمنتدى بدعوى من الاستاذ اكرامى شلبى انامن مركز ساقلته قريه الجلاويه خريج اداب2002 قسم علم نفس جامعه ج الوادى سوهاج واعيش الان
السبت 12 نوفمبر 2011, 10:31 pm من طرف اكرامى شلبى
» تطهير الاعلام الخطوة الكبرى فى طريق التغيير
الأربعاء 09 نوفمبر 2011, 12:51 am من طرف Admin
» طلاب الاعدادية بنين يشتكون
الأربعاء 09 نوفمبر 2011, 12:42 am من طرف Admin
» لبيك ( مشاعرٌ في المشاعر )
الأربعاء 09 نوفمبر 2011, 12:32 am من طرف Admin
» ازداد بشكل كبير جداً في الفترة الاخيرة البحث عن ملف فلاش اسمه files20/13165103631.swf
الأربعاء 21 سبتمبر 2011, 12:09 pm من طرف M-2011
» سر من أسرار جوجلru/mov0001.swf اكتبوهـــا ف جــوجـل سيــرش واضغــطوا ضربـة حـظ وشـــوفوا هيظهــرلكم ايــه ويــاريت كــل واحـد يكتــب ايه اللى ظهــرله
الثلاثاء 20 سبتمبر 2011, 11:50 am من طرف M-2011
» ممكن تنوروا جروبنا على الفيس بوك
الخميس 08 سبتمبر 2011, 1:26 am من طرف اكرامى شلبى
» جروب (ساقلتة تتحدث عن نفسها )
الإثنين 05 سبتمبر 2011, 1:47 pm من طرف هبة الله أبوبكر
» منتدانا فى خطر
الإثنين 05 سبتمبر 2011, 1:25 pm من طرف هبة الله أبوبكر
» انسحااااااااااب
الخميس 01 سبتمبر 2011, 1:09 pm من طرف هبة الله أبوبكر
» فتاوى العلماء حول صيام ست من شوال
الأربعاء 31 أغسطس 2011, 10:23 pm من طرف اكرامى شلبى